الشيخ طارق الفضلي ينفي اي صلة له بتنظيم القاعدةالشرق الاوسط متابعاتنفى الشيخ طارق الفضلي، القيادي السابق في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم في اليمن، القيادي الحالي فيما بات يعرف بـ«الحراك الجنوبي»، أي صلة له أو للحراك بتنظيم القاعدة في اليمن، كما نفى تورطه في «الانفلات الأمني» الذي تشهده بعض مناطق محافظة أبين حيث يقيم، واتهم «هيئة الدفاع عن الوحدة» بارتكاب بعض الأعمال لتكون للسلطات مبررات في قمع «الحراك السلمي». واستغرب الفضلي في حوار مع «الشرق الأوسط» في صنعاء أن تساق إليه تهم الإرهاب بعد أن ترك السلطة والحزب الحاكم وانضم إلى الحراك الجنوبي، الذي يؤكد أنه «سلمي»، وطالب بلجنة تقصي حقائق محايدة للتأكد من صحة الاتهامات الرسمية له.
ويعد الفضلي أحد أنجال سلطان المشيخة الفضلية في جنوب اليمن، وسبق له المشاركة في الحرب في أفغانستان إبان الغزو السوفياتي، قبل أن يعود إلى اليمن ويصبح بعد حرب صيف عام 1994 الأهلية التي شارك فيها إلى جانب الرئيس علي عبد الله صالح، عضوا في مجلس الشورى، وعضوا في اللجنة العامة (المكتب السياسي) للحزب الحاكم، وأخيرا أحد قيادات الحراك الجنوبي الداعي إلى «فك الارتباط» بين شمال اليمن وجنوبه..
فإلى نص الحوار..
* تقول السلطات اليمنية إن مسلحين من أنصارك تسببوا في الانفلات الأمني الذي تشهده بعض مناطق محافظة أبين.. ما ردكم، خاصة بعد مقتل قيادي اشتراكي محلي
- أولا.. القتيل هو سعيد أحمد عبد الله بن دود، وهو عضو في الحزب الاشتراكي، ومن نشطاء الحراك السلمي، وتم اختطافه من قبل اثنين مسلحين ملثمين، حسبما أفاد شهود العيان، واقتاداه إلى ساحة أبين جوار الكورنيش، وأطلقا عليه رصاصة في مؤخرة رأسه، والجهات الأمنية لم تقم بالتحقيق في الموضوع.
ثانيا.. فإن ما يحدث في أبين من انفلات امني هو رد فعل من مجموعة من الشباب يقدر عددهم بنحو 600 شاب، وعدتهم السلطات بتجنيدهم وإرسالهم إلى الحرب في صعدة، فسافر عدد كبير منهم إلى صنعاء وعلى حسابهم الخاص، وبعضهم باعوا مقتنيات أسرهم الفقيرة لتغطية تكاليف السفر، وعندما وصلوا إلى صنعاء قامت السلطات بإنزالهم من الباصات وفرزهم، السود على جانب والبيض على جانب، ثم قال لهم من استقبلهم «جئنا بكم يا أصحاب أبين من أجل أن تكنسوا (تنظفوا) شوارع صنعاء والحمامات»، وهو ما أدى إلى حالة غضب في أوساط الشباب الذين تظاهروا في صنعاء واعتقل منهم تقريبا 15 شخصا، والبقية عادوا إلى المحافظة وأبلغوا المواطنين بما حصل، وهو الأمر الذي أوجد حالة الفوضى والانفلات الأمني الحاصل حاليا في أبين، وليست لنا أية علاقة بما يجري.
* هل أفهم من كلامك أن هؤلاء الشباب متورطون في حادث مقتل القيادي الاشتراكي
- لا، حادث القتل وقع قبل أن تقع مشكلة هؤلاء الشباب.
* السلطات اليمنية تتهمك شخصيا ومسلحيك بالوقوف وراء الانفلات الأمني وإرغام المواطنين على إغلاق محالهم وتطبيق الإضراب العام أو العصيان المدني بالقوة ؟
- هذا الكلام مردود عليهم، ولا يوجد لدينا مسلحون، ولا ننتشر أو نفرض العصيان على أي أحد، وبإمكان وسائل الإعلام أن تأتي وتسأل أي مواطن، سواء كان موظفا أو طالبا أو صاحب محل تجاري، والإضراب لا ينفذ في محافظة أبين فقط، وإنما في أكثر من 20 مدينة جنوبية، كما أن الانفلات الأمني ليس وليد اليوم، وليس في أبين فقط وإنما في الكثير من المحافظات والمديريات الجنوبية.
* إذن ما هي أسباب هذا الانفلات الأمني باعتقادك؟
- أسبابه خلط الأوراق من قبل «الجنجويد» الذين يسمون «هيئة الدفاع عن الوحدة»، والذين قامت السلطات بتسليحهم وإعطائهم الأموال للقيام بالفوضى لكي تجد المبررات لقمع الحراك السلمي وقياداته.. وفي أبين أي شيء يحدث يتهمونني، وأنا بريء من هذا الكلام كله، فنضالنا سلمي، وحركتنا سلمية، ومواقفنا واضحة ومعروفة ونعلنها في المهرجانات وعبر وسائل الإعلام.
* لكن السلطات اليمنية تتهم الحراك الجنوبي وأنت أحد قياداته بالعلاقة مع تنظيم القاعدة، ويصف الإعلام الرسمي نشاطكم بـ«الحراك القاعدي»، والبعض يقول إنه ليس من المستبعد استهدافكم كما تم استهداف قيادات من «القاعدة» في أبين.. ما ردكم؟
- أنا لا أختفي في الكهوف أو الجبال، أنا موجود في زنجبار في محافظة أبين، وأطالب بحقي وحق الجنوبيين الذين يعدون بالملايين ويطالبون بحقهم رغم القمع الأمني والاعتقالات، وآخر الجرائم قتل الشاب فارس الطماح في سجن عدن بعد أن اعتقل لعدة أيام وعذب، وعندما رفض النهوض لصلاة الفجر أطلق عليه أحد الضباط النار في رأسه داخل السجن، وجثته موجودة الآن في ثلاجة أحد المستشفيات في عدن.
* خلال الفترة الماضية، هل كان هناك أي نوع من أنواع التواصل مع السلطات أو وساطة معينة لأشخاص ومحاولة لإقناعك بالتنحي عن الحراك؟
- أبدا، لم يحدث ذلك منذ انضمامي إلى الحراك قبل قرابة عشرة أشهر، لكن كانت هناك ضغوط على أهلي والمشايخ ليضغطوا علي حتى أعدل عن قرار الانضمام إلى الحراك، لكني أكدت لهم أن قضية الحراك هي قضية كل جنوبي، وهي قضية عادلة، وأنا وقفت معهم عدلا وإنصافا، وواجب علي أن أقوم مع أهلي وإخواني لأنني أيضا أحد المظلومين المتضررين، وأضيف لمعلومات القراء أنني بقيت 15 عاما في السلطة والحزب الحاكم، عضو لجنة عامة وعضو مجلس شورى، وكنت من المقربين من القصر الرئاسي ولم أتهم بهذه الاتهامات، وعندما انضممت إلى الحراك ظهرت قائمة طويلة من الاتهامات ضدي، وهي اتهامات متناقضة، فلا «القاعدة» تلتقي مع الحراك الوطني، أو حسبما تقول السلطات انفصاليين واشتراكيين أو سلاطين أو غيرهم، وهذه اتهامات كذب وزور وليست لها أي أساس من الصحة، وأطالب عبر صحيفتكم بأن تأتي لجنة محايدة لتقصي الحقائق في أبين، وسوف تؤكد كل الحقائق الموجودة على أرض الواقع أننا صادقون فيما نقول، أو أن السلطة كاذبة فيما تدعيه بحقنا.
* أنت تتهم بأنك «قاعدي»، لكن ما مدى وجود «القاعدة» في أبين؟
- طبعا الحلقة الوحيدة التي تربط بها السلطة بين «الحراك» و«القاعدة» هي أنا، وهم يتحدثون عني وعن ماضي السابق في أفغانستان وهذا شيء معروف، ومن ثم تقوم السلطة بتوسيع الاتهامات لمن تريد من الناس. أما بالنسبة لـ«القاعدة» فهي موجودة في كل بقاع الأرض، وهي موجودة لدينا في بعض مديريات أبين وشبوة وصنعاء وفي داخل الجيش نفسه وكذا في الأمن، ونحن نعرف هذا الكلام، والسلطة، أيضا، تعرف ذلك، وعلاقة «القاعدة» بالسلطة ليست خفية أو جديدة من رأس الحكم إلى رأس «القاعدة» نفسها.