ليث الحصين
المساهمات : 42
تاريخ التسجيل : 04/02/2010
 |  موضوع: كلمة الرئيس علي سالم البيض إلى أبناء الجنوب المحتل بمناسبة يوم الشهداء  الخميس فبراير 11, 2010 2:50 pm | |
|
الرقم: 159 /2010
التاريخ: 25 / صفر /1431هـ
الموافق: 10 / فبراير /2010م
كلمة الرئيس علي سالم البيض إلى أبناء الجنوب المحتل بمناسبة يوم الشهداء
يا أهلنا الصامدين في الجنوب
يوم 11 /فبراير عيد الشهداء، يوم لن ينساه شعب الجنوب المظلوم،وما أحوجه في هذا الوقت أن يستعيد معاني هذا التاريخ المجيد وعبره الكثيرة،ففي ذلك اليوم من سنة 1967 روّت دماء عدد من الشهداء الجنوبيين أرض الجنوب الغالية، بعد مواجهات قوية بين الجنوبيين المنتفضين من جهة، وعساكر الاحتلال البريطاني من جهة ثانية،الأمر الذي اضطرت حياله منظمة الأمم المتحدة لإرسال وفد رسمي لتقصي الحقائق في الجنوب العربي.
إننا وإذ ننحني اليوم بإجلال وإكبار أمام ذكرى شهداء الجنوب، الذين كان لهم شرف انتزاع استقلال الجنوب من اعتى امبراطورية في التاريخ،فنحن نستعيد في نفس الوقت ذكرى شهداء الأمس القريب، شهداء الحراك الجنوبي السلمي،الذين مازالوا يتقاطرون على طريق الحرية والتحرير مضحين بأنفسهم وأرواحهم الغالية من أجل تتحرر بلادهم من الاحتلال، ويرفرف علمها عاليا فوق أرض الجنوب الطاهرة.
نحن إذ نحيي يوم الشهيد الجنوبي،فإننا نقف أمام كوكبة من الفرسان الأبطال الذين ضحوا بأنفسهم خلال مسيرة الحراك الجنوبي .لقد كانت الاعوام الاربعة الماضية حافلة بالمآثر البطولية والتضحيات،فلم ترهب شعبنا جحافل الموت القادمة من صنعاء،وقد سقط على درب الحرية قرابة 200 شهيد وجريح جنوبي بالرصاص الحي لقوات الاحتلال ،وكانت السنة الماضية اكثر السنوات دموية وبطشا فمن ردفان وحدها سقط ستة شهداء في ،أبريل و/مايو الماضيين خلال مظاهرات الحراك في عدن لتأييد قرار فك الارتباط مع صنعاء، منهم الشاب ماجد حسين ثابت ابن العشرين عاما،وفي 23 /يوليوا الماضي سقط في زنجبار 16 شهيدا،وتوالى ركب الشهداء يتقدم مسيرة التحرير حتى النصر ،وآخرهم كان الشهيد ... علي العسيري.
كلنا نتذكر في مثل هذا اليوم من العام الماضي خرجت أكبر مسيرة تشييع جنوبية تاريخية ،مسيرة مليونية لتشييع جثامين شهداء الجنوب الخمسة الذين سقطوا على أيدي قوات الاحتلال.وفيما انطلق عشرات الآلاف من محافظة عدن وابين وشبوة والمهرة وحضرموت ومديريات الحوطة وتبن في لحج بعد نقل الشهداء لمستشفى ابن خلدون، انضم إليهم مئات الآلاف من أبناء الضالع وردفان ويافع وكرش وطور الباحة،وعند نقطة مثلث العند قامت قوات أمن الاحتلال بإطلاق النيران على المشاركين في التشييع فاستشهد اربعة جنوبيين، وإصيب العشرات في أبشع جريمة تمارس يوم تشييع جثامين خمسة شهداء سقطوا بذات الطريقة الإجرامية الإرهابية المعهودة، من قبل قوات احتلال نظام صنعاء الاستبدادي المتخلف.
ورغم سقوط أربعة شهداء جدد تواصلت الحشود المليونية طريقها وهي تتدفق كامواج مفعمة بقوة الإرادة والعزيمة والإصرار، ماضية نحو استعادة الدولة الجنوبية المحتلة، تقسم بأرواح الشهداء وبعظمة الجنوب الكبير وبثورة شعبه الأبي التواق للتحرر والخلاص، حتى وارت جثامين الشهداء الثرى، مجددة العزم على الوفاء لكل قطرة دم روّت تراب الجنوب المحتل لتطهره من رجس المحتلين بإذن الله تعالى، مؤكدة على الانتصار مهما طال الزمن أو قصر.
إننا وإذ نستعيد اليوم ذكرى هذا الحدث الوطني الكبير،فإنما لكي نؤكد على أن جذوة التضحية تزداد اشتعالا في صدور أبناء شعبنا،الذي لم يكل او يتعب من التعبير عن رفضه للاحتلال،ولم يبخل بدمه من أجل طرد المحتلين،ولنا دروس من قوافل الشهداء الذين يسقطون كل يوم غير آبهين بألوية القتل والموت، التي ارسلتها صنعاء لسبي الجنوب واستباحته وتحويل أهله إلى غنائم حرب ونهب ثرواته وخيراته.
ونحن نحيي ذكرى الشهيد أكرم بني البشر،فإننا لن ننسى ولن نغفر المجازر التي ارتكبها نظام صنعاء ضد أهلنا في الجنوب، ومنها تلك المجزرة البشعة في /يوليو الماضي عندما سقط برصاص القوات الشمالية 16 من أبناء الجنوب كانوا في اعتصام سلمي في عاصمة محافظة أبين زنجبار .ان ما ارتكبه نظام البطش والقتل في زنجبار وردفان والضالع ولحج وشبوة وحضرموت وعدن ويافع وشبوة، وفي كل شبر من أرضنا الطاهرة، من قتل وجرح للعشرات من المتظاهرين في الحراك السلمي، انما يعتبر دليل قاطع على عنجهية محتل وبطش ناهب للأرض والثروة باسم الوحدة ، وأننا في الوقت الذي ندين هذه المجازر،فأننا نترحم على أرواح أهلنا شهداء الحرية وندعو لجرحانا بالشفاء ولمعتقلينا بالحرية من زنازين الدمويين.
ان ما يتعرض له الجنوب هو استمرار حالة الحرب المعلنة علية منذ 27 /ابريل 1994 ، وان ما يواجهه شعبنا الأعزل من أعمال إجرامية من قبل عصابة استهوت وأتقنت لغة القتل والإبادة والتجويع بحق شعبنا المناضل الصامد منذ أن أعلنت الحرب على الجنوب ،وفرضت عليه سيطرتها بالقوة العسكرية.
ان دمائنا المهدورة في أبين وعدن والضالع وردفان وحضرموت وشبوة ولحج والمهرة لن تذهب هدرا ، وإذ نؤكد يقيننا بخيار سلمية الحراك ، فإن هذه الدماء الطاهرة هي التي رفعت السقف السياسي للحراك الجنوبي المتواصل منذ أربعة أعوام، في ظل الصمت المطبق للآخرين أشقاء وأصدقاء .
اننا ندعو كل الجنوبيين من كل المناطق لإحياء هذه الفعالية الشعبية كفعالية وطنية جنوبية جامعة بعد مهرجان التصالح والتسامح،والعصيانات السلمية والمظاهرات المليونية التي جرت في النصف الثاني من العام الماضي.
يجب أن يتحول هذا اليوم إلى خطوة نوعية في عملية تصعيد الاحتجاجات الجنوبية المستمرة ،ونقطة فاصلة في مسيرة حراك شعبنا السلمي في الجنوب .يجب أن يتحول هذا اليوم إلى مسيرات غضب جنوبية تجوب شوارع المدن والقرى في كل انحاء الجنوب على طريق تصعيد الحراك الجنوبي السلمي لنيل الحقوق الجنوبية المسلوبة ،في تقرير المصير واستعادة دولتنا المستقلة وعاصمتها عدن.
تحية الى شهدائنا الابرار الاحياء في يوم الشهداء في كل بقعة من ترابنا الطاهر.. تحية الى شعبنا الابي الصامد، الذي أخذ زمام المبادرة وقرر إستئناف تجديد النضال ضد الإحتلال الجديد، لإسترداد حقوقه المسلوبة.. تحية لشعبناالصامد الذي جسد وحدته من جديد في يوم التصالح والتسامح والتضامن في 13 /يناير الماضي، تحية الى أولئك الرجال الأشاوس، الذين رفعوا رايات النضال وأضاؤوا شعلة الحرية والكرامة،تحية لجرحانا واسرانا والمطاردين والمشردين من ابناء بلادنا،تحية إلى أصحاب الكلمة الحرة والشجاعة الذين دافعوا عن هوية الجنوب وحقوقه،وأخص بالذكر الصحافي الكبير الأسير هشام باشراحيل صاحب ورئيس تحرير صحيفة "الأيام"،المشروع الاعلامي الصادق والأمين.تحية إلى أهلنا في المغتربات الذين تحركوا من أجل نصرة كفاح شعبهم لاسترداد حقوقه ودولته المستقلة وعاصمتها عدن.
في ختام هذه الكلمة لا أجد أفضل من قوله تعالى (( من المؤمنين رجال صدقوا ماعاهدوا الله عليه منهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلا )) صدق الله العظيم.
الحرية والاستقلال للجنوب
والمجد والخلود لشهدائنا الأبرار
الرئيس علي سالم البيض
|
| |
|
