شكا أهالي وادي رفض بمحافظة شبوة وأهالي مدينة المحفد بمحافظة أبين و آخرون من بعض القرى والبلدات الواقعة على الحدود الإدارية بين المحافظتين الجنوبيتين من تحليق طيران مستمر على مدنهم وقراهم كان آخره قيام طائرات حربية وأخرى تجسسية بالتحليق بارتفاع منخفض والتقاط صور ضوئية في العاشرة من مساء أمس واستمرار التحليق حتى فجر اليوم.
ويخشى أهالي مدينة المحفد من تنفيذ غارة جوية شبيهة بتلك التي نفذها سلاح الجو اليمني على قرية المعجلة التابعة لمديرية المحفد في السابع عشر من ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي وأسفرت عن مقتل أكثر من سبعين معظمهم قتلى من نساء وشيوخ وأطفال كانت قد قالت الحكومة اليمنية أنهم من القاعدة.
وقال سكان محليون أن الحكومة التي اعتذرت مرتين عن الحادثة لم توقف عمليات التحليق وكسر حاجز الصوت التي تقوم بها طائراتها منذ ماقبل الضربة الجوية السابقة.
وقال محافظ محافظة صنعاء "نعمان دويد" في حوار مع صحيفة عكاظ السعودية اليوم "أن قيادة تنظيم القاعدة في اليمن تختبئ في مكان ما في محافظة شبوة" لكنه أكد أنهم لايعرفون موقعها بالضبط.
وأشارت مصادر محلية في مدينة المحفد إلى احتمال لجوء النظام اليمني إلى الجو مجدداً بعد أن فشل الجيش اليمني في فرض سيطرته البرية على المديرية.
وقالت المصادر أن لدى النظام ثأراً مع أهالي المحفد حيث فشل قبل سنتين في تسليح كتيبة جيش معززة بدبابات وعربات مصفحة ومعدات أخرى في منطقة معوان بالمديرية عقب قيام قبائل المنطقة بمهاجمة الكتيبة بصورة ليلية مما اضطر الجيش اليمني إلى سحب الكتيبة إلى مدينة زنجبار جنوب غرب.
وأنشأ النظام اليمني بعدها – بحسب المصادر المحلية – منطقة أمنية عززها بقوة من الأمن المركزي لكن القبائل اشتبكت معها واستولت على مبنى الأمن المركزي قبل أن يكتمل بناؤه بمنطقة ضيعمان.
ووفقاً لذات المصادر فإن جندياً عثر مقتولاً بجانب الخط العام بالمحفد قبل أشهر, وصادرت القبائل أكثر من عشرين سيارة تعود ملكيتها لعناصر أمنية بعد أن فروا من المنطقة ولم يجرؤوا على دخولها.
وهاجم مسلحون قبليون المجمع الحكومي في المنطقة وأجبروا أفراد السلطة على مغادرته بعد محاصرته الشهر الماضي و أسر عدد من أفراد الأمن المركزي بداخله.
وتأتي هذه الحوادث بالإضافة إلى إعلان عقيد عسكري متقاعد يدعى "سعيد الشحتور" كفاحاً مسلحاً ضد الحكومة المركزية قبل خمسة أعوام سبباً برأي أهالي المنطقة لسعي النظام لمحاولة تركيعهم جواً بعد أن عجز عن تركيعهم براً بحسب وصفهم.
ونفذ سلاح الجو اليمني غارة جوية لماقالت السلطات في حينها أنها خلية لتنظيم القاعدة سقط على إثرها العشرات بين قتيل وجريح.
واعتذرت الحكومة اليمنية مرتين بعد أن كانت قد رفضت الاعتراف بسقوط ضحايا مدنيين.
وتشهد مدن جنوب اليمن حالة تململ من وحدة أبرمت العام 1990م ويقولون أنها تحولت إلى احتلال عقب حرب صيف العام 1994م التي انتهت بخسارة الجنوب الحرب وخروج قياداته.
- الصورة لإحدى ضحايا الغارة الجوية على المعجلة 17 ديسمبر كانون الأول 2009.